Page 39 - Nazaha-2020-V1
P. 39

‫مجلة نزاهة ‪ -‬العدد الأول‬

‫البيانــات المطلوبــة عــن عمليــات الــراء بلغــت‬     ‫عليهــا قانونــاً فيــا يتعلــق بعطــاءات الأشــغال‬
‫‪ 100‬جهـة مـن أصـل نحـو ‪ 500‬جهـة‪ ،‬ومـع ذلـك‬             ‫العامـة سـواء مـن حيـث إجـراءات طـرح العطـاء‬
‫فــإن الجهــات الملتزمــة بالتســجيل تمثــل أهــم‬      ‫أو تقييمـه أو إحالتـه أو التعاقـد عليـه‪ ،‬وإن جائحة‬
                                                       ‫كورونــا لم تؤثــر في الالتــزام بالإجــراءات وإن‬
                     ‫الجهــات المشــرية‪11.‬‬             ‫كان لهـا تأثـر في بعـض الأحيـان عـى الوقـت‬
                                                       ‫الــازم لتنفيذهــا خاصــة في أوقــات الإغــاق‬
‫مــا لا شــك فيــه أن فــرص الفســاد تــزداد‬           ‫التـي أعلنـت عنهـا الحكومـة إذ أثـر ذلـك عـى‬
‫في ظــروف الأزمــات والظــروف الطارئــة التــي‬         ‫مواعيــد اجتماعــات اللجــان الفنيــة المختصــة‬
‫تتطلــب السرعــة في اتخــاذ القــرارات وتجــاوز‬        ‫بدراسـة أربـع عطـاءات‪ ،‬كما أشـار إلى أن سـهولة‬
‫الإجـراءات التفصيليـة التـي تتخـذ في الظـروف‬           ‫وسرعــة إنهــاء الإجــراءات يتوقــف عــى حجــم‬
‫الطبيعيـة‪ ،‬وهـو مـا يتطلـب تعزيـز العمـل بنظـم‬         ‫وطبيعــة العطــاء المطــروح فبعــض العطــاءات لا‬
‫الرقابـة والمسـاءلة وتفعيـل مبـادئ الشـفافية في‬        ‫تتطلــب وقتــاً طويــاً بســبب ســهولة متطلباتهــا‬
‫ظــل هــذه الأوضــاع‪ ،‬إن الأزمــة المركبــة التــي‬     ‫والبعــض الآخــر قــد تمتــد الإجــراءات الخاصــة‬
‫تمـر بهـا الأراضي الفلسـطينية والمتمثلـة بمخاطـر‬       ‫بـه لسـن ٍة أو أكـر وإن حـق الاعـراض والشـكاوى‬
‫وبـاء كورونـا عـى الوضـع الصحـي في فلسـطين‬             ‫مكفـول للمقاولـن والمناقصـن بموجـب القانـون‬
‫وكذلــك الأزمــة الماليــة القائمــة نتيجــة التوقــف‬  ‫بمـا في ذلـك الحـق في اللجـوء للقضـاء‪ .‬ولمزيـد‬
‫عـن تسـلم أمـوال المقاصـة الفلسـطينية بـروط‬            ‫مـن المتابعـة والرقابـة عـى العطـاءات بـ ّن أبـو‬
‫الاحتــال الإسرائيــي يســتدعي توجيــه المــوارد‬       ‫زيــد أن مجلــس الــوزراء اتخــذ قــراراً في ظــل‬
‫القليلــة المتاحــة وفقــاً للأولويــات والمتطلبــات‬   ‫جائحـة كورونـا بعـرض أي عطـاء عـى مجلـس‬
‫الملحـة خاصـة مـا يتطلبـه الجهـاز الصحـي مـن‬           ‫الــوزراء للحصــول عــى موافقتــه قبــل الإحالــة‬
‫دعـم لمواجهـة الجائحـة‪ ،‬والفئـات الأكـر تـرراً‬
‫مـن الأزمـة‪ ،‬كـا يتطلـب الوضـع القائـم تعزيـز‬                                    ‫القطعيـة لـه‪10.‬‬
‫الالتــزام بمنظومــة النزاهــة في كافــة مراحــل‬
‫وإجــراءات عمليــات الــراء العــام‪ .‬إن عــدم‬          ‫مــن جهــة أخــرى أفــاد المهنــدس فائــق الديــك‬
‫القـدرة عـى حـر كافـة عمليـات الـراء العـام‬            ‫رئيـس المجلـس الأعـى لسياسـات الـراء العـام‬
‫والبيانـات المتعلقـة بهـا في إطـار البوابـة الموحـدة‬   ‫أن الحكــم عــى مــدى الالتــزام بالقانــون‬
‫للــراء العــام يمــس بشــفافية هــذه العمليــات‬       ‫والنظــام يرتبــط بمجموعــة مــن البيانــات‬
‫ويؤثـر عـى عـدم فعاليـة الرقابـة عليهـا ويدفـع‬         ‫التـي يجـب توفرهـا عـر قيـام كافـة الجهـات‬
‫باتجـاه التشـكيك بنزاهتهـا خاصـة في ظـل شـح‬            ‫المشـرية والمورديـن والمناقصـن بتسـجيلها عـى‬
‫المـوارد وزيـادة الضغـط عـى الخدمـات العامـة‬           ‫البوابـة الموحـدة للـراء العـام وفي هـذا المجـال‬
                                                       ‫فـإن عـدد الجهـات المشـرية الملتزمـة بتسـجيل‬
                 ‫في ظـل الأزمـة القائمـة‪.‬‬

‫‪ .11‬مقابلة مع المهندس فايق الديك‪ ،‬مصدر سابق‪.‬‬           ‫‪ .10‬مقابلة مع المهندس سعيد أبو زيد‪ ،‬مصدر سابق‪.‬‬

                                                                                      ‫‪38‬‬
   34   35   36   37   38   39   40   41   42   43   44