لا شك بأنه يمكننا  تعزيز النزاهة في فلسطين شريطة أن نُركز جهودنا على المستوى الوقائي، بمعنى ألَّا ننتظر وقوع الفساد بل نتخذ التدابير الوقائية اللازمة للحيلولة دون اقترافه من الأساس أو تخفيف حدته على الأقل، حيث يجسد الجهد الأخير سبب إنشاء الأكاديمية للحد من وجود الفساد وعلى وجه الخصوص في المستويات العليا؛ فقد أثبتت تجارب مكافحة الفساد في فلسطين وجوب معالجة جذور المشكلة من خلال التعليم، والتدريب وتوعية الموظفين العموميين بمخاطر الفساد وآليات مكافحته، فضلاً عن تغيير نظرة المجتمع تجاه الفساد، بحيث يُضحي آفة من الممكن والواجب على الجميع محاربتها من خلال تعزيز وغرس قيم النزاهة والحفاظ على المال العام ومبادئ الشفافية ونظم المساءلة.

كل ذلك يضفي أهمية مضاعفة على هدف إنشاء أكاديمية متخصصة في مجال تعزيز النزاهة تعنى بتقديم المساعدة المعرفية والتقنية، وبناء القدرات من خلال التعليم والتدريب المهني والدراسات والتقارير والأبحاث في مجال تعزيز النزاهة ومكافحة الفساد، ونقل المعارف والمهارات وتحسين أداء الأشخاص العاملين في منع الفساد وتعزيز النزاهة من خلال التعاون الإيجابي والفعال مع مختلف الشركاء من الحكومة والمجتمع المدني والخاص في مجال النزاهة ومكافحة الفساد في قطاعات مخصصة، اضافة إلى التنظيم والاشتراك في المؤتمرات ذات العلاقة بتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد.